ويقولون: هل يُعقَل أنّ العصاةَ يدخلون الجنّة برحمة الله؟!! ولا شكَّ أنّ هذا الخاطِرَ مِن وَسوَسَةِ الشَّيطانِ، ولا أقولُ بالْمَغفِرَة والرَّحمَةِ مِن تِلقاء نفسِي، بل قال الله تعالى في كتابه الكريمِ: ﴿قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ﴾ [الزمر: ٥٣].
وجاء في الحديثِ القُدسِيِّ: «سَبَقَتْ رَحمَتِي غَضَبي»٠[1]٠.
أيها الأحبة! إنّ رحمةَ الله واسِعَةٌ وَسِعَتْ كلَّ شيءٍ، فقد يَرضَى عن العبدِ باليَسيرِ فيُكرِمُه ويُنعِمُ عليه من حيثُ لا يحتسِب فقد جاء في "كِتاب التَّوّابِينَ": عن سيِّدِنا كعب الأحبارِ رحمه الله تعالى أنَّه قال: اِنطَلَقَ رَجُلانِ مِن بني إسرائِيلَ إلى مَسجدٍ مِن مساجدِهم فدَخَل أحدُهما وجَلَسَ الآخَرُ خارِجاً فجعل يقول: ليس مِثلِي يَدْخُل بيتَ الله وقد عَصَيتُ اللهَ فكُتِبَ صِدِّيقاً٠[2]٠.
والصِّدِّيقُ: أعظَمُ درَجَةً مِن الولِيِّ والشَّهِيدِ.
نقل عنه أنّه قال أيضاً: أصابَ رجلٌ مِن بنِي إسرائيلَ ذَنباً فحَزِنَ عليه وجعل يَجِيء ويَذهَبُ ويجيء ويقول: بمَ أُرْضِي