عنوان الكتاب: فضائل الكسب الحلال وعقوبات أكل الحرام

الله تعالى، وفي الحكاية السابقة درسٌ ونصيحةٌ لمن كان مقصد حياته جمع المال وادخاره وزيادة ثروته، وقد يزداد الطمعُ والحرصُ على أموال الدنيا حتّى قد يبتلى العبدُ بالمعاملات المحرّمة ويلقي نفسَه وأهلَه في التهلكة، ولا تنسوا أنَّ مَن كثر مالُه اشتدَّ حسابُه، فعلينا أنْ نسعى في طلب الرزق الحلال الطيّب دومًا، ونحثّ الآخرين على ذلك حتّى ننال بركات أكل الحلال الطيّب.

قال سيّدنا الإمام محمّد بن محمّد الغزالي رحمه الله تعالى: قال بعض السّلف رحمهم الله تعالى: إنَّ أوَّلَ لقمةٍ يأكلها العبدُ من حلالٍ، يُغفر له ما سلف من ذنوبه، ومَن أقام نفسه مقامَ ذلّ في طلب الحلال، تساقطت عنه ذنوبه كتساقط ورق الشجر[1].

أيّها الأحبّة الكرام! إنَّ أكل الحلال الطيّب أمر ذو أهمية عظيمة في الإسلام حيث قد صرّح اللهُ تعالى بأكل الرزق الحلال في كتابه الكريم قائلًا: ﴿وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَٰلا طَيِّباۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيٓ أَنتُم بِهِۦ مُؤۡمِنُونَ ٨٨ ]المائدة: ۸۸[.

وقال الله تعالى في مقامٍ آخر: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ حَلَٰلا طَيِّبا وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّ مُّبِينٌ ١٦٨ ]البقرة: ۱۶۸[.


 

 



[1] "إحياء علوم الدين"، كتاب الحلال والحرام، ٢/١١٦.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30