عنوان الكتاب: فضائل الكسب الحلال وعقوبات أكل الحرام

أيّها الإخوة! لقد أمرنا اللهُ تعالى في آيات عديدة من كتابه العزيز بأكل الحلال الطيّب والابتعاد عن المال الحرام، وكذلك حثّنا النبيّ المصطفى في أحاديث عديدة على طلب الكسب الحلال وتجنُّبِ أكلِ الحرام، فتعالوا بنا لكي نستمع اليومَ إلى فضائل أكل الحلال الطيّب وأضرار أكلِ المال الحرام.

تصدّق بثمن المتاع كلِّه

قال سيّدنا علي بن حفص البَزّاز رحمه الله تعالى: كان سيّدنا حفص بن عبد الرَّحمن شريك سيّدنا الإمام أبي حنيفة -رحمهما الله تعالى-، وكان سيّدنا أبو حنيفة -رحمه الله تعالى- يجهّز عَليهِ (أي: يرسل له بثيابٍ وشريكُه يبيعها) فبعث إليه في رفقةٍ بمتاعٍ، وأعلمه أنّ في ثوب كذا وكذا عيبًا، فإذا بعتَه فبَيِّنْ، فباع سيّدُنا علي بن حفص -رحمه الله تعالى- المتاعَ، ونسي أنْ يبيِّنَ، ولَمْ يعلمْ ممّن باعه، فلمَّا علم سيّدُنا الإمام أَبُو حنيفة -رحمه الله تعالى-، تصدَّقَ بثمن المتاع كلِّه[1].

أيّها الأحبّة! لقد سَمعتُم الآن أنَّ سيّدنا الإمام أبا حنيفة رحمه الله تعالى كان محتاطًا لدينه مبتعدًا عن الكسب الحرام متورّعًا عن الشبهات، إذ لا بركةَ في المال الحرام، ولا في الذي فيه شبهة! وإنّما البركة والخير في الحلال الطيّب، ولذا فإنَّه قد تصدَّقَ بثمن المتاع كلِّه في سبيل


 

 



[1] "تاريخ بغداد"، ذكر من اسمه النعمان، باب مناقب أبي حنيفة، ١٣/٣٥٦.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30