(۵) وعن سيّدنا أبي أُمامةَ رضي الله تعالى عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، فَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ النَّارَ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ»، فقال له رجل: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قال: «وَإِنْ كان قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ»[1].
الحرام يُعمي البصيرة
يقول الإمام عبد الرحمن بن الجوزي رحمه الله تعالى: الحرام مِنَ القُوتِ نارٌ تُذيبُ شحمةَ الفكر، وتُذهِبُ لَذَّة حلاوة الذِّكر، وتحرِقُ ثِيابَ إخلاصِ النيّة، ومِنَ الحرام يتولّدُ عَمَى البصيرة وظلام السَّريرة، فاكتسبْ مالًا حلالًا، وأنفِقْه في قصدٍ، واجتنبِ الحرامَ وأهلَه ولا تجالِسْهُم، ولا تأكل طعامَهم، ولا تصحب مَنْ كَسْبُه مِنَ الحرام، إنْ كُنتَ صادقًا في ورَعِكَ، ولا تَدُلَّنَّ أحدًا على الحرام، فيأكله هو، وتحاسَب أنت عليه، ولا تُعِنْه أيضًا على طَلَبِهِ؛ فانَّ المعينَ شريكٌ، واعلم أنَّه إنَّما تُقْبَلُ الأعمالُ مِنْ آكِلِ الحلال، ويتعلَّق بذلك كتمانُ الفاقةِ والحسرات، وإخفاء الأنين والزَّفرات والرُّكون في الخلوات[2].
إخوتي! هناك أناس يشتكون مِن الأمراض والأسقام والمصائب عادة فيتضرّعون إلى الله، ويقرأون الأذكار والأوراد، ويحافظون على الصلاة