والصيام، ويتبرّعون بأموالهم في سبيل الله، ويدعون الله في زوايا الأولياء والصالحين، ويُطعمون الجائعين، ويحضرون المجالس المليئة بالسنن النبويّة، وربّما يسافرون مع "القافلة الدعويّة" في سبيل الله، ويلتقي مع المشايخ والزاهدين في الدنيا الذين يبذلون قُصارى جهدهم لحلّ مشاكلهم، ولكن رغم كلّ ذلك لا تنتهي مشاكلهم بل تزداد إلى يقول بعضهم: "لا أعرف ما الذنب الذي اقترفتُه فأعاقب عليه بهذه المشاكل؟"
لذلك كلُّ مَن يعاني مثل هذه المشاكل ويشتكي منها عليه أنْ يتفكّر في أسبابها وفي عدم استحابة دعائه، فبدل مِن أن يشتكي! عليه أنْ يتفكّر! فربّما يكون العائق عدم استحابة دعائه! وسبب ذلك أكله للحرام فهو مانع أساسي مِن قبول الدعاء فلا يستجاب! كما على المرء أنْ يحتاط في مكسبه ومأكله ومشربه وملبسه إذ يُردّ دعاء كاسب الحرام وآكله على الأغلب، كما سبق وذكرنا في مطلع مجلسنا في الحديث:
عن سيّدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَٱعۡمَلُواْ صَٰلِحًاۖ إِنِّي بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِيمٞ ٥١﴾ ]المؤمنون: ۵۱[، وَقَالَ: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ﴾ ]البقرة: ۱۷۲[، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ! يَا رَبِّ!