السفر من أجل طلب الرزق الحلال
عن سيّدنا إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى وكان أبوه من الملوك والسلاطين قال: جِئْتُ إِلَى رُعَاةٍ لِأَبِي، فَأَخَذْتُ مِنْهُمْ جُبَّةً وَكِسَاءً، وَأَلْقَيْتُ ثِيَابِي إِلَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ إِلَى الْعِرَاقِ، أَرْضٌ تَرْفَعُنِي وَأَرْضٌ تَضَعُنِي، حَتَّى وَصَلْتُ إِلَى الْعِرَاقِ، فَعَمِلْتُ بِهَا أَيَّامًا، فَلَمْ يَصْفُ لِي مِنْهَا شَيْءٌ مِنَ الْحَلَالِ.
فَسَأَلْتُ بَعْضَ الْمَشَايخِ عَنِ الْحَلَالِ.
فَقَالُوا لِي: إِذَا أَرَدْتَّ الْحَلَالَ فَعَلَيْكَ بِبِلَادِ الشَّامِ.
فَصِرْتُ إِلَى بِلَادِ الشَّامِ، فَصِرْتُ إِلَى مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا الْمَنْصُورَةُ -وَهِيَ المصيصة- فَعَمِلْتُ بِهَا أَيَّامًا، فَلَمْ يَصْفُ لِي شَيْءٌ مِنَ الْحَلَالِ.
فَسَأَلْتُ بَعْضَ الْمَشَايخِ.
فقالوا لي: إِنْ أَرَدْتَّ الْحَلَالَ الصَّافِي فَعَلَيْكَ بِطَرَسُوسَ، فَإِنَّ فِيهَا الْمُبَاحَاتِ وَالْعَمَلَ الْكَثِيرَ.
فَتَوَجَّهْتُ إِلَى طَرَسُوسَ، فَعَمِلْتُ بِهَا أَيَّامًا أَنْظُرُ الْبَسَاتِينَ، وَأَحْصِدُ الْحَصَادَ.
فَبَيْنَا أَنَا قَاعِدٌ عَلَى بَابِ الْبَحْرِ إِذْ جَاءَنِي رَجُلٌ فَاكْتَرَانِي[1] أَنْظُرُ لَهُ بُسْتَانَهُ، فَكُنْتُ فِي بَسَاتِينَ كَثِيرَةٍ.