أيّها الإخوة! لقد سمعتم أنّ مَن يأكل الحرام أو يلبسه أو يجمعه أو يضعه في بيته يُردّ دعاؤه ولا ينتفع به ويستوجب النّار، فمَن أراد أنْ يستحاب له دعاؤه ويرضى الله عنه، فعليه أنْ يحرص على اللقمة الحلال ويبتعد عن الحرام بأنواعه ولا يطمع فيه، وإذا كان دخله قليلًا فليقنع باليسير ولا يسرف في ماله بل يقتصد في عيشه ويتوسّط في الإنفاق، وأحيانًا قد يتعرّض المرء للذمّ والقدح فيه مِن قِبل أهله أو أقربائه أو أقرباء زوجته بسبب دخله القليل المحدود، فالعاقل يتصرّف في مثل هذا المواقف بالصبر والشكر لله والقناعة باليسير.
وليحذر كلّ الحذر أنْ يكون مثل أولئك النّاس الذين يستسلمون أمام ظروف الحياة الصعبة القاسية فيرتكبون المعاصي في لعب الميسر وغصب أموال النّاس والابتزاز المالي والتعامل بالربا والرشوة وغير ذلك مِن الذنوب، فيأكلون بأنفسهم المال الحرام ويطعمونه أهلهم أيضًا ويلقون أنفسَهم وأهلَهم في التّهلُكة، لذا فعلينا أنْ لا ننشغل بكسب المال وجمعه، ونحذر مِن الغفلة عن تربية أهلنا تربيّة إسلاميّة، فالرجاء أنْ يتحرّى المرء ويكسب الحلال الطيّب قدر الحاجة ولكن لا ينسى مسؤوليّته تجاه أسرته حيث يجب على ربّ الأسرة تربيّتهم التربيّة الدينيّة، ولذا عليه أوّلًا أنْ يرتبط بالبيئة المتديّنة ويتخلّق بالأخلاق الإسلاميّة السامية لينجح في هدفه.