أيها الأحبّة الأكارم! إنّ القرآن الكريم نعمةٌ عظيمةٌ جدًّا، وهو كتاب مليء بالرّحمة والبركات والنفحات والفيوضات، وفيه الأحكام والقصص والعِظات، قد أنزله الله عزّ وجلّ على قلب حبيبه المصطفى ﷺ لهداية العباد، ليفوزوا بالعمل به ويظفروا بالنّجاح والفلاح بالجَنّات، ويكفي في ذكر ما يدلّ على فضله أنّه كلام ربّ البريّات، وهذا الكتاب المبارك كاملٌ مِن كلّ النّواحي والجهات، ﴿لا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ ٤٢﴾[1]. ﴿نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِينُ ١٩٣﴾[2].
وهو الملك المكلّف بتبليغ رسالة الله إلى الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، والّذي نزل عليه الوحي هو رحمة الله للعالمين حبيبنا وسيّدنا محمّد صلوات ربّي وسلامه عليه، والأمّة الّتي جاء الوحي لأجلها هي أفضل الأمم، واللّسان الّذي نزل فيه هو اللسان العربيّ المبين، والشهر الّذي أُنزِلَ فيه هو أفضل الشهور، واللّيلة التي أُنزِلَ فيها هي أفضل الليالي، والأماكن الّتي نزل فيها لها فضائلها.
وإنّ القرآن وحيٌ إلهيٌّ، وهو الوحي المتلو المتعبّد بتلاوته، وتلاوته وسيلة عظيمة للتقرّب إلى الله تعالى، وفوائده لا تعدّ ولا تحصى مدى