وأمّا الوجه الثاني: وهو كون القرآن مِن أحسن الحديث لأجل المعنى، فلأنّه كتاب منزّه عن التناقض والاختلاف مشتمل على أخبار الماضين وقصص الأوّلين وعلى أخبار الغيوب الكثيرة وعلى الوعد والوعيد والجنّة والنّار[1].
فعن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه أنّه قال: أصدقُ الحديثِ كتابُ الله[2].
وفي روايةٍ أخرى: أخرجها الإمام مسلم رحمه الله تعالى في "صحيحه": عن سيّدنا جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ»[3].
قال المفتي أحمد يار خان النعيمي رحمه الله تعالى: معنى الحديث السابق هو الكلام مطلقًا، ولذلك فإنّ القرآن بهذا المعنى هو أيضًا حديث وكذلك كلام الناس، أمّا اصْطلاحًا: فهو كلّ ما ثبت عن النبي ﷺ مِن قولٍ أو فعلٍ أو تقريرٍ، وكلمة الحديث هنا بالمعنى اللّغوي، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه[4].