عنوان الكتاب: خاتم النبيين ﷺ

أمة محمد فالهرب الهرب، إذا استغنى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، وانتسبوا إلى غير مناسبهم، وانتموا إلى غير مواليهم، ولم يرحم كبيرهم صغيرهم، ولم يوقّر صغيرهم كبيرهم، وتُرك الأمر بالمعروف ولم يُؤمر به، وتُرك المنكر ولم يُنه عنه، وتعلّم العلماء العلم ليَجلِبوا إليهم الدرهم والدينار، وكان المطر قيظًا، والولد غيظًا، وطوَّلوا المنار، وفضَّضوا المصاحف، وزخرفوا المساجد، وشيّدوا البناء، وباعوا الدين بالدنيا، وقطعوا الأرحام، وباعوا الأحكام، وخرج الرجل من بيته فقام إليه من هو خير منه فسلّم، وركبت الفروج السروج، فعند ذلك قيام الساعة.

قال: ثم غاب عنا.

فكتب سعد إلى عمر رضي الله عنه بما أفاء الله عليه وما كان من خبر نضلة.

وكتب عمر رضي الله عنه إلى سعد: لله أبوكَ، سِرْ أنت ومن معك من المهاجرين والأنصار، فإنّ النبي حدثنا أنّ رجلًا من أصحاب عيسى نزل ذلك الجبل.

فسار سعد في أربعة آلاف من المهاجرين والأنصار ينادي بالأذان أربعين يومًا، فلا جواب[1].

رحمهم الله تعالى وغفر لنا بهم، آمين بجاه خاتم النّبيين .

صلوا على الحبيب!          صلى الله على سيدنا محمد

 


 

 



[1] "دلائل النبوة" للأصفهاني، الفصل السادس، ص ۱۰۲.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

42