عنوان الكتاب: من أقوال سيدنا الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله

أيها الإخوة! إنّ اتّباع الهوى وعدم مخالفة النّفس هو حماقة مطلقة، ولذلك يجب علينا مخالفة النّفس ومحاولة السيطرة عليها وتقليل شهواتها، أي: الابتعاد عن ملذّاتها، لنستميلها إلى القيام بالعبادات شيئًا فشيئًا، وكذلك ينبغي علينا أنْ نستعيذ بالله تعالى مِن آفاتها وشرورها، وإنّ العاقل يعامل العدوّ على أنّه عدوّ ولا يهمل أمره، وقد ورد في الحديث الشريف: عن سيّدنا شدّاد بن أَوسٍ رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله : «الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ المَوْتِ، وَالعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللهِ»[1].

صلوا على الحبيب!          صلى الله على سيدنا محمد

من فوائد صحبة الصالحين والأولياء

أيها الإخوة! إنّ مِن أسباب عدم القدرة على التحكّم بالنّفس هو جهلها بربّها وعدم معرفتها وضعف إيمان صاحبها بربّه تعالى، فكثيرًا ما يقع العبد في فخّ خداع النفس وحيلها وهو لا يشعر بذلك، لذلك نحن بأمسّ الحاجة إلى الصحبة الصالحة لأولياء الله تعالى الكاملين لنتعرّف على حيل النّفس ومكايدها، وإلى ذلك أشار الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله تعالى قائلًا: مَن أكثر مِن مخالطة العارفين بالله عرف


 

 



[1] "سنن الترمذي"، كتاب صفة القيامة، باب ما جاء في صفة أواني الحوض، ۴/۲۰۸، (۲۴۶۷).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

27