علينا أنْ نختار صحبة الصالحين الأخيار، حيث كان يقول سيدنا حرب بن أحمد رحمه الله تعالى: ليس شيء أنفع لقلب العبد مِن مخالطة الصالحين والنظر إلى أفعالهم[1].
فكّروا في الآخرة
أيها الإخوة! لازموا صحبة الصالحين، وابتعدوا عن الذنوب، وافعلوا الخيرات، وأعرضوا عن زينة الدنيا الفانية، واستعدّوا للآخرة مفكّرين فيها، وتذكّروا أنّ الدنيا دار ممرّ لا دار مقر، ولن نصل إلى وجهتنا إلّا إذا أمضينا وقتنا فيها وعمرنا وسنصل بعد ذلك للوجهة، فإمّا الجنّة أو الجحيم! وهناك يتوقّف سير هذه الرحلة، فهل نسير مطيعين لله ورسوله ﷺ أم في معصيتهما؟ ويل لمَن ينخدع بزخارف الدنيا ويبقى غافلًا عن الموت، قال الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله تعالى: يا غلام! قصِّر أملك وقلّل حرصك، صلّ صلاة مودّع، لا ينبغي لِمُؤمن أنْ ينام إلّا ووصيّته مكتوبة تحت رأسه[2]، أي: ينصحنا الشيخ رحمه الله تعالى بأنّ الموت آت في أيّ لحظةٍ، ولذا فينبغي على العبد أنْ يعيش كلّ يوم كأنّه آخر يوم في حياته، ويصلّي صلاة مودّع كأنّها آخر صلاة له، وينام كأنّه آخر نوم له.