وفي حديثٍ آخر: قال رسول الله ﷺ: «يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ، فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الحِمَارُ بِرَحَاهُ، فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ: أَيْ فُلانُ مَا شَأْنُكَ؟ أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنِ المُنْكَرِ؟ قال: كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلا آتِيهِ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَآتِيهِ»[1].
أيها الإخوة! تنبّهوا إلى الخسارة التي قد يخسرها الداعية الذي لا يعمل بعلمه، إنّها خسارة كبيرة في الآخرة حين يفوته النعيم في الجنّة، ويستفيد مَن يستمع له فيقوم بالأعمال الصالحة، لكن الواعظ يذهب إلى الجحيم والعياذ بالله، ولذلك يجب على كلّ واعظ ومتديّن أنْ يحاول العمل بعلمه تحقيقًا لرضى الله جلّ وعلا، لا أنْ يكون صالحًا فقط في أعين الناس وعليه أنْ يدعو الآخرين إلى الخير باسْتقامته وأخلاقه ومعاملاته، فالوعظ بالحال أبلغ مِن المقال.
العدو الحقيقي للإنسان
أيها الأحبة! النفس والشيطان عدوّان حقيقيان للإنسان ولكن النفس أخطر بكثير مِن الشيطان؛ لأنّها دمّرت إيمان الشيطان وجعلته ملعونًا مطرودًا مِن رحمة الله إلى يوم البعث والحساب، قال الإمام الغزالي