قال لي: افتحْ فاك، ففتحتُه، فتفل فيه سبعًا.
وقال لي: تكلّمْ على النّاس، وادْعُ إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة.
فصلّيتُ الظهر وجلستُ وحضرني خلق كثير.
فأُرتِج عليّ، فرأيتُ سيدنا عليًّا بن أبي طالبٍ رضي الله تعالى عنه قائمًا بإزاري في المجلس، فقال لي: يا بني! لم لا تتكلّم؟
فقلتُ: يا أبتاه! قد أُرتج عليّ.
فقال: افتحْ فاك، ففتحتُه، فتفل فيه ستًّا.
فقلتُ: لم لا تكملها سبعًا؟
فقال: أدبًا مع رسول الله ﷺ، ثمّ توارى عنّي[1].
وبعد هذه القصّة كان أوّل جلوس الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله تعالى للوعظ في الحلبة البرانيّة في شوّال سنة إحدى وعشرين وخمسمائة، لله در مجلس تجلله الهيبة والبهاء، وتحفّ به الملائكة والأولياء، فقام بنصّ الكتاب والسنّة خطيبًا على الأشهاد ودعا الخلقَ إلى الله عزّ وجلّ، فأسرعوا إلى الانقياد[2].
[1] "بهجة الأسرار"، ذكر فصول من كلامه مرصعًا بشيء من عجائب، ص ۵۸، و"الفتاوى الحديثية" لابن حجر الهيتمي، ص ۲۱۳.
[2] "بهجة الأسرار"، ذكر وعظه رضي الله عنه، ص ۱۷۴.