عنوان الكتاب: فضائل الصدقات

النّاس يظنّون أنّ الأشياء التي تصبح غير محتاجين لها، أو غير فعّالة لنا ينبغي أنْ يتصدّق بها فحسب! والحقيقة ليستْ كذلك؛ لأنّ الأشياء الّتي يتصدّق بها العبد من أجل الحصول على رضا الله تعالى لا بدّ لها أنْ تكون جيّدة تعجبه حيث يقول الله تعالى: ﴿تَنَالُواْ ٱلۡبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيۡء فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيم ٩٢ [آل عمران: ۹۲].

قال الإمام الخازن رحمه الله في تفسيره هذه الآية: قال سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: المراد بها سائر الصدقات: (فرضًا وتطوعًا)، وقال سيدنا الحسن البصري رحمه الله: كلّ شيء أنفقه المسلم من ماله ممّا يبتغي به وجه الله، ويطلب ثوابه، حتى التمرة فإنّه يدخل في قوله تعالى: ﴿تَنَالُواْ ٱلۡبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَۚ [آل عمران: ۹۲][1].

وعن سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه: أنّه كان يشتري أعدال السكّر ويتصدّق بها، فقيل له: لم لا تتصدق بثمنها؟ قال: لأنّ السكّر أحبّ إليّ، فأردتُّ أنْ أنفق ممّا أحبّ[2].

أيها الأحبّة! هكذا يحثّنا ربّنا على أنْ نتصدّق بأحبّ الأموال لدينا فبدلًا من أنْ نبخل، علينا أنْ نتصدّق بطيب نفس وحسن نيّة وإخلاص، والحقيقة أنّ كلّ ما لدينا هو من عند الله، والتصدّق ابتغاء


 

 



[1] "تفسير الخازن"، ۱/۲۷۲، ]آل عمران: ۹۲[.

[2] "تفسير النسفي"، ص ۱۷۲، ]آل عمران: ۹۲[.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

32