مرضاته تعالى، ومن المال الّذي أعطانا إيّاه، وهذا الإنفاق من الشكر لله على فضله، وبالتّأكيد هو سبب في زيادة النعم، والامتناع عن الصدقة مع الاستطاعة قد يؤدّي إلى زوال النّعم حيث رُوي عن سيدتنا أسماء رضي الله تعالى عنها قالت: قال لي النبيُّ ﷺ: «لَا تُوكِي فَيُوكَى عَلَيْكِ»[1].
أيها الإخوة! إنّ ترْك الإنفاق في سبيل الله والحرص على جمع المال، والبخل في الصدقة منه على المحتاجين لهو من الحرمان الكبير؛ لأنّ الإنفاق في سبيل الله من السعادة للعبد، بل هو ممّا أمر الله به وأحبّه، فإنْ لم نفعل ذلك فسيقوم به غيرنا بتوفيق الله تعالى له، ولنتذكّر أنّ الإنفاق في سبيل الله هو ممّا يفيد العبد في دنياه وآخرته ويجعله قريبًا محبوبًا عند الرزّاق، وأمّا البخيل فخاسر بعيد محرومٌ بعيدٌ وإنْ ظنّ نفسه قريبًا، فالله تعالى يصطفي ويختار ويحبّ عباده الصالحين الذين ينفقون بسخاء في سبيله إضافةً إلى أنّه يزيدهم من نعمه ويضاعف لهم من فضله ليلًا ونهارًا ويكتب لهم الأجر الجزيل حيث قال: ﴿ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ لَا يُتۡبِعُونَ مَآ أَنفَقُواْ مَنّٗا وَلَآ أَذٗى لَّهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٢٦٢﴾ [البقرة: ۲۶۲].
وأما حال البخيل فمع كثرة المال والثروة فإنّه يشعر بقلّة ماله ممّا يجعله يتجنّب دفع الزكاة الواجبة والصدقات النّافلة والإنفاق في أوجه