قصّة تسلّط الشيطان على الغافلين عن ذكر الله
قال سيدنا أبو القاسم القصري رحمه الله تعالى: ذات يوم دخلتُ المسجدَ وجلستُ بعيدًا من الناس، فقال لي الجِنِّي (كان يجيئ عنده ويُسلّمُ عليه): كيف تشوف هذه الرجال؟
فقلتُ: أرى بعضهم في النوم، وبعضهم بين النوم واليقظة، وبعضهم في اليقظة.
فقال: تُبصرُ ما على رؤوسهم؟
قلتُ: لا.
فمسح عيني، فرأيتُ على رأس كلِّ أحدٍ غرابًا جالسًا، فبعضهم أنزل جناحه على عيونهم، وبعضهم جالسٌ على رؤوسهم، وبعضهم ينزل ويركب، فقلتُ ما هذا؟
قال: ما قرأتَ كلام الله تعالى: ﴿وَمَن يَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَٰنِ نُقَيِّضۡ لَهُۥ شَيۡطَٰنٗا فَهُوَ لَهُۥ قَرِينٞ ٣٦﴾ ]الزخرف: ٣٦[، هؤلاء كلُّهم شياطين، وعلى قدر غفلتِهم مُسلّطين عليهم[1].
وفّقنا الله تعالى وإيّاكم للمداوة على ذكره وحفظَنا مِن مكائد الشياطين وتسلّطه، آمين بجاه خاتم النبيّين ﷺ.