عنوان الكتاب: أهمية ذكر الله وفضائله وكيفيته

أيها الأحبّة الكرام! كان من عادة سيّدنا النبي أن يذكر الله جلّ وعلا ويردّد الأدعية والأوراد المختلفة في جميع أوقاته وحالاته، قائمًا قاعدًا ماشيًا آكلًا شاربًا نائمًا مستيقظًا متوضّأً لابسًا الثياب الجديدة، وراكبًا ونازلًا من الدابّة، ومسافرًا وراجعًا من السفر، وداخلًا في المسجد وخارجًا منه، وعند الرياح القويّة الشديدة والرعد والبرق ونزول المطر، وعند أوقات الفرح والحزن، فكان يدعو أدعيّة متنوّعة من الصباح إلى المساء، ما كان يقتصر عليها في النهار فحسب بل في ظلام الليل أيضًا، حتّى لم يترك الدعاء وقت وفاته صلوات ربّي وسلامه عليه.

أيها الأحبّة! من السنّة النبويّة أنّ العبد لا يزال لسانه رطبًا بذكر الله جلّ وعلا، وأن ينشغل بذكره تعالى مع ترك ما لا يعنيه، وفّقنا الله للعمل بهذه السنة المباركة إلى جانب سائر السنن، آمين يارب العالمين.

بعض القصص لسلف صالح عن ذكر الله تعالى

أيها الإخوة الكرام! كان أسلافنا رحمهم الله تعالى يكثرون مِن ذكر الله تعالى، دعوني أتذكّر معكم بعض قصصهم حول ذكر الله تعالى:

وَصَفَ سيدنا علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه يَوْمًا عن الصَّحَابَة رضي الله تعالى عنهم، فقال: كَانُوا إِذَا ذَكَرُوا اللهَ مَادُوا كَمَا يَمِيدُ الشَّجَر فِي اليَوْمِ الشَّدِيدِ الرِّيحِ، وَجَرَتْ دُمُوعُهُمْ عَلَى ثِيَابِهِمْ[1].


 

 



[1] "جامع العلوم والحكم" لابن رجب، ٢/٥١٩.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

27