عنوان الكتاب: أهمية ذكر الله وفضائله وكيفيته

لإزالة منكَر فتحرّك عليه شيء من المخلوقات فلفسادِ عقدٍ بينه وبين الله عزّ وجلّ، فإذا وقع الأمر على الصحّة لم يتحرّك عليه شيء[1].

أيها الإخوة الكرام! هذا هو ضرر الغفلة عن ذكر الله سبحانه وتعالى وبركة المداومة عليه، الغافل كالميّت والذاكر كالحيّ، فكفى بهذا تشجيعًا وترغيبًا في المواظبة على ذكر الله تعالى.

الغفلة سبب في تسلّط الشيطان على الإنسان وإغوائه

أيها الأحبة! الذين يغفلون عن ذكر الرحمن يستحوذ عليهم الشيطانُ ويسيطر على قلوبهم وعقولهم، حيث قال الله تعالى: ﴿وَمَن يَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَٰنِ نُقَيِّضۡ لَهُۥ شَيۡطَٰنٗا فَهُوَ لَهُۥ قَرِينٞ ٣٦]الزخرف: ٣٦[.

قال الإمام محمد بن جرير الطبري رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية الكريمة: مَن يَعرض عن ذكر الله فلم يخف سطوته ولم يخش عقابه، نجعل له شيطانًا يغويه فهو له قرين[2].

وعن سيدنا أنس بنِ مالكٍ رضي الله تعالى عنه قال سيدنا رسول الله : «إِنَّ الشَّيْطَانَ وَاضِعٌ خَطْمَهُ عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، فَإِنْ ذَكَرَ اللهَ خَنَسَ، وَإِنْ نَسِيَ الْتَقَمَ قَلْبَهُ، فَذَلِكَ الْوَسْوَاسُ الْخَنَّاسُ»[3].


 

 



[1] "صفة الصفوة" لابن الجوزي، ذكر إبراهيم الخواص، ٤/٩٢.

[2] "تفسير الطبري"، ١١/١٨٨.

[3] "مسند أبي يعلى"، مسند أنس بن مالك، ٣/٤٥٣، (٤٢٨٥).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

27