عنوان الكتاب: أهمية ذكر الله وفضائله وكيفيته

ذكرٌ بالواسطة، لاحِظوا: إنّ القرآن الكريم كلّه ذكر الله، ولكن تارةً يذكر فيه ذات الله وصفاته، وتارةً يذكر أخلاق وشمائل الحبيب المصطفى ومدحه، وتارة يذكر الكفّار والمنافقين[1].

وإنّ أفضل الذكر هو تلاوة القرآن الكريم فاتّضح مِن ذلك أنّ كل ما ذكر سابقًا يشمل الذكر.

ما هو الذكر؟

أيها الإخوة الأعزّاء! كل ما ذكر سابقًا أشكال مختلفة للذكر، ولكن في الواقع الذكر هو عبارة عن زوال الغفلة، أي: حالة رفع حجاب الغفلة من القلب وهذه هي في الحقيقة الذكر، كما سئل الإمام الواسطي رحمه الله تعالى عن الذكر فقال: الخروج مِن ميدان الغفلة إلى فضاء المُشاهدة على غلبة الخوف وشدّة الحبّ[2].

على سبيل المثال: شخص ما يرتكب معصية كمشاهدة الأفلام والمسلسلات المحرّمة، فجأة يخطر بباله أنّه سيموت قريبًا، وسيقف بين يدي ربّ العالمين جلّ وعلا فيترك المعصية بهذا السبب؛ فهذا هو معنى الخروج مِن ميدان الغفلة، وهذه الحالة تسمّى الذكر.

صلوا على الحبيب!          صلى الله على سيدنا محمد


 

 



[1] "مرآة المناجيح"، ٣/٣٠٤، تعريبًا من الأردية.

[2] "الرسالة القشيرية"، باب الذكر، ص ٢٥٧.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

27