عنوان الكتاب: فضل إخفاء الأعمال الصالحة

ويجوز إظهار العمل الصالح مِن أجل إبعاد التهمة عن نفسه وحماية الناس مِن سوء الظنّ به، كما قال العلّامة ابن الأثير الجزري رحمه الله تعالى في كتابه: "النهاية في غريب الحديث والأثر": لا غُمّة في فرائض الله أي: لا تُستر وتُخفى فرائضُه، وإنّما تُظهَر وتُعلَن ويُجهَر بها[1].

أيها الإخوة الأعزّاء! ينبغي على الإنسان أنْ يشكر الله جلّ وعلا على كلِّ ما لديه مِن خيرٍ وصفاتٍ حميدةٍ وتوفيقٍ للعمل الصالح؛ لأنّ مولاه تعالى هو الّذي وفّقه لذلك، ثمّ عليه أنْ يحرص على خوف قبول العمل الّذي قام به ويقع عليه الهمّ: أيتقبّل منه عمله أم لا؟ ما فائدة إخبار وإطلاع النّاس على عمله عندما لا يكون هناك معرفة بقبوله؟

نعم! إذا كان عمله الصالح مقبولًا عند الله سبحانه وتعالى فيجازيه وهو يعلم ذلك فلا يزكّي نفسه ولا يمدحها ولا يظهر حسناته أمام الآخرين؛ فإنّ الله تعالى قد منع مِن ذلك في محكم تنزيله: ﴿هُوَ أَعۡلَمُ بِكُمۡ إِذۡ أَنشَأَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ وَإِذۡ أَنتُمۡ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡۖ فَلَا تُزَكُّوٓاْ أَنفُسَكُمۡۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰٓ ٣٢ ]النجم: ٣٢[.

ولا تنسوا أيها الإخوة! أنّ الرياءَ حرامٌ، ومِن أكبر الكبائر على الإطلاق، ويساق المرائي إلى النّار، ويجلب عليه غضب الله ورسوله ، كما أنّه يحبط كلّ الأعمال، ويتحسّر المرائي يوم القيامة ويتمنّى أنّه لو لم يرائي في الدنيا،


 

 



[1] "النهاية في غريب الحديث والأثر"، باب الغين مع الميم، ٣/٣٤٨.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25