عنوان الكتاب: فضل إخفاء الأعمال الصالحة

يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصۡرِفۡ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ٦٥ إِنَّهَا سَآءَتۡ مُسۡتَقَرّاً وَمُقَاماً ٦٦ ]الفرقان: ٦٤-٦٦[.

لقد ذكر الله تعالى في هذه الآية الكريمة صفةً من أوصاف عباده المخلصين وأنّهم يقضون لياليهم في السجود لحضرة ربّهم والقيام له، وفّقنا الله وإيّاكم للتحلّي بهذه الصفات الحميدة، آمين ياربّ العلمين.

إخوتي الكرام! وكان السلف الصالحون رحمهم الله تعالى يحرصون على إخفاء أعمالهم الصالحة، فيا ليتنا! نكون مهتمّين بالعمل مع الإخلاص مقتدين بهؤلاء العباد الصالحين ولا نظهر أمام الآخرين عباداتنا؛ كصيام النافلة وتلاوة القرآن الكريم والإنفاق في سبيل الله سبحاته وتعالى والتبرّعات وقراءة الأوراد والأذكار، وحتّى لو كان العبد مِن آل بيت النبي أو حافظًا لكتاب الله تعالى أو عالِمًا من علماء الدين فلا يظهر هذا من غير حاجةٍ شرعيّةٍ وضرورةٍ.

فضائل إخفاء الأعمال الصالحة

توجد الكثير من الروايات التي تحثّنا على إخفاء الحسنات والأعمال الصالحة، ومنها: ما رُوي عن سيّدتنا عائشة الصدّيقة بنت الصدّيق رضي الله تعالى عنهما قالت: قال سيدنا رسول الله : «الذِّكْرُ الَّذِي لَا يَسْمَعُهُ الحَفَظَةُ يَزِيْدُ عَلَى الذِّكْرِ الَّذِي يَسْمَعُهُ الحَفَظَةُ سَبْعِيْنَ ضِعْفًا»[1].


 

 



[1] "شعب الإيمان"، باب في محبة الله، فصل في إدامة ذكر الله، ١/٤٠٧، (٥٥٥).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25