فَقَالَ: «مَا هَذَا القَبْرُ؟».
فَقَالُوا: قَبْرُ أُمِّ مِحْجَنٍ.
قَالَ: «الَّتِي كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ؟».
قالوا: نَعَمْ.
فَصَفَّ النَّاسَ فَصَلَّى عَلَيْهَا، ثُمَّ قال: «أَيُّ العَمَلِ وَجَدْتِ أَفْضَلُ؟».
قالوا: يَا رَسُولَ اللهِ! أَتَسْمَعُ؟
قال: «مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ مِنْهَا».
فَذَكَرَ أَنَّهَا أَجَابَتْهُ: قَمُّ المَسْجِدِ[1].
أيها الأحبّة! ظهر لنا مِن الحديث السابق أنّ محبّة المسجد والاهتمام به والمشاركة في نظافته وتطهيره عملٌ مباركٌ، وبسببه أتى سيدنا النبي ﷺ قبر السيّدة أُمِّ محجنٍ رضي الله عنها فوقف عليه وصلَّى عليها.
بعد ذكر هذه الأحاديث الشريفة أحبُّ أنْ أذكر لكم ثلاث نقاط هامّة أرجو منكم أنْ تكونوا معي:
(١) اعتنت الشريعة الإسلاميّة بحجاب المرأة بشكلٍ كبيرٍ وهامٍّ جدًّا، وقد جاء في روايةٍ: أنّ النّساء كُنّ يخرجن إلى المسجد في عهدِ سيدنا رسول الله ﷺ ويصلّين مع الجماعة ولكن مع تقدّم العصر وكثرة الفتن
[1] "مسند أحمد بن حنبل"، مسند أبي هريرة، ٣/٣٣٨، (٩٠٤٧)، و"الترغيب والترهيب" للمنذري، الترغيب في تنظيف...إلخ، ١/١٢٢، (٤)، واللفظ له.