عنوان الكتاب: آداب المسجد وفضائله وأحكامه

والخوف عليهنّ مُنِعنَ مِن الخروج إلى المساجد، كما جاء في "العناية شرح الهداية": وَلَقَدْ نَهَى سيّدنا عمرُ بنُ الخطّاب رضي الله تعالى عنه النِّسَاءَ عَنِ الخُرُوجِ إلَى المَسَاجِدِ، فَشَكَوْنَ إلَى سيّدتنا عائشة الصدّيقة رضي الله تعالى عنها فَقَالَتْ: لَوْ عَلِمَ النَّبِيُّ ﷺ مَا عَلِمَ سيدنا عُمَرُ رضي الله تعالى عنه مَا أَذِنَ لَكُنَّ فِي الْخُرُوجِ[1].

(٢) ويتّضح لنا مِن رواية أمّ محجن رضي الله تعالى عنها: أنّ الله تعالى وهب حبيبه المصطفى ﷺ إمكانية الحديث مع الموتى، وأعطى الله سبحانه وتعالى القدرةَ للموتى على سماعِ وفهمِ كلامِ مَن يحدّثهم مِن المخلوقات، ويشهد لهذا روايات أخرى.

قال المفتي أحمد يار خان النعيمي رحمه الله تعالى: قدرة الناس على الاستماع في الدنيا مختلفة، فبعضهم يستمع مِن قريبٍ كعامّة الناس، والبعض الآخر يستمع مِن بعيدٍ كالأنبياء والأولياء عليهم الصلاة والسلام، ولكن بعد الموت تزداد هذه القوّة والقدرة ولا تنقص، وعلى هذا يمكن نداء عامّةِ الناس عند قبورهم وليس مِن بعيدٍ، وأمّا نداء الأنبياء والأولياء عليهم السلام فيمكن من بعيدٍ أيضًا؛ لأنّهم كانوا يستمعون نداء المحبّين مِن بعيدٍ في حياتهم وهذا بعد مماتهم أيضًا[2].


 

 



[1] "العناية شرح الهداية"، كتاب الصلاة، باب الإمامة، ١/٣٦٥.

[2] "علم القرآن"، ص ٢٠٨، تعريبًا من الأردية.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

36