أيّها الأحبّة الأكارم! كذلك ينبغي لنا الحرص على تنظيف المساجد وتطهيرها؛ لأنّه عملٌ محبوبٌ وسبب من أسباب التقرّب إلى الله تعالى، وقد جاء في الحديث النبوي: عن سيدنا أبي سعيد رضي الله تعالى عنه قال: قال سيدنا الحبيب المصطفى ﷺ: «مَنْ أَلِفَ الْمَسْجِدَ أَلِفَهُ اللهُ»[1].
فطوبى! لمَن كان مِن أهل المسجد الملازمين له والمتعبّدين فيه، وإنّه لنعمةٌ عظيمةٌ وحصنٌ قويٌّ متينٌ في درء هجمات الشيطان، كما رُوي عن سيّدنا عبد الرحمن بن مَعْقِلٍ رضي الله تعالى عنه قال: كُنّا نَتحدَّثُ أنّ المسجدَ حِصنٌ حَصِينٌ مِن الشَّيطانِ[2].
للأسف الشديد! في هذا الزمان قليلون هم الذين يتعبّدون في المساجد ويتحصّنون به مِن هجمات الشيطان ووساوسه! بل صار حال المسلمين متدهورًا لدرجةٍ أصبحت فيها المساجد خالية حتى في أوقات الصلوات المكتوبة، في حين ترى الساحات والأسواق وأماكن الترفيه فيها الجمّ الغفير، كم يدعونا المؤذّن للحضور إلى المسجد بالحيعلتين: (أي: "حيّ على الصلاة"، و"حيّ على الفلاح")، ولكنّنا للأسف حرّمنا أنفسنا مِن هذا الفضل العظيم.