الآخرة الخالدة، بسبب كثرة المصلّين والروّاد، وكان الفتيان وغيرهم يبيعون الطعام والشراب خارج المساجد، وبهذا يكون الطعام والشراب متاحًا للمصلّين بسهولةٍ[1].
سبحان الله! يا له مِن وقتٍ رائعٍ! كانت المساجد فيه تَعِجُّ بالروّاد ليلًا ونهارًا، وللأسف الشديد! اليوم نرى المساجد خالية مِن روّادها، فيا مَن آمن بالموت: إذا استطعت فيما بقي لك من الوقت بعد طلب الرزق الحلال ورعاية الوالدين والأولاد وغير ذلك مِن حقوق العباد حاوِلْ أنْ تصرفه في ذكر الله تعالى وعبادته والصلاة على حبيبه ﷺ، والتفكّر الآخرة والصحبة الصالحة.
فعن سيّدنا أبي سعيدٍ الخدري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَتَعَاهَدُ المَسْجِدَ فَاشْهَدُوا لَهُ بِالإِيمَانِ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: ﴿إِنَّمَا يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ﴾ ]التوبة: ١٨[[2].
قال الإمام البيضاوي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية الكريمة: إنّما تستقيم عمارتها لهؤلاء الجامعين للكمالات العلميّة والعمليّة، ومن