عنوان الكتاب: احترام المسلم وتوقيره

هناك شخصٌ عاصيٌ أو مذنبٌ لا ينبغي أنْ نسخر منه بل ندعوه إلى الأعمال الصالحة بالحكمة والموعظة الحسنة، ولكن ليس مِن الصواب بأيّ شكل أنْ نسخر منه، هذا الداء منتشر جدًّا في بلادنا، نسأل الله العافية والسلامة والهداية للجميع، آمين ياربّ العالمين.

روي عن سيدنا عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما: عن النَّبِيِّ الكريم قال: «لَا تُمَارِ أَخَاكَ، وَلَا تُمَازِحْهُ، وَلَا تَعِدْهُ مَوْعِدًا فَتُخْلِفَهُ»[1].

وفي روايةٍ أخرى : قال سيدنا الحبيب المصطفى : «إِنَّ الْمُسْتَهْزِئِينَ بِالنَّاسِ يُفْتَحُ لِأَحَدِهِمْ بَابٌ فِي الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: هَلُمَّ هَلُمَّ، فَيَجِيءُ بِكَرْبِهِ وَغَمِّهِ، وَإِذَا جَاءَ أُغْلِقَ دُونَهُ، فَمَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ يُفْتَحُ لَهُ البَابُ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: هَلُمَّ فَمَا يَأْتِيهِ مِنَ الْإِيَاسِ»[2].

للأسف الشديد! هؤلاء الحمقى الذين لا يهتمّون بكرامة المسلمين، فيستهزؤون بهم ويضحكون عليهم ويفرحون بإهانتهم، يجب عليهم أنْ يتأمّلوا في هذه الرواية وبعاقبتها مرارًا وتكرارًا؛ لأنّ يوم القيامة مقداره خمسون ألف سنة، وتدنو الشمس مِن الخلائق حتّى تكون كمقدار ميل، ويصرخ الجميع: "نفسي نفسي"، وفي مثل هذه الأحوال إذا جاء النداء لأحدٍ بالدخول إلى الجنّة، فأيّ فرح سيغمره ويدخل قلبه! وكم سيكون


 

 



[1] "سنن الترمذي"، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في المراء، ٣/٤٠٠، (٢٠٠٢).

[2] "شعب الإيمان"، باب في تحريم أعراض الناس، ٥/٣١١، (٦٧٥٧).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

37