بسهولةٍ، وكذلك إذا أتى الفارس أسرع ليمسك بزمامه لينزل الفارس منه بسهولةٍ، ويشبهه في عصرنا: حين يأتي شخص بسيّارته، فيتقدّم شخصٌ آخر بسرعةٍ إلى الإمام ويفتح له بابها إكرامًا له، ليس طمعًا به بأنّه مِن الأثرياء أو مِن المسؤولين فيحترمهم ليكرمونه، لا، الأصل أنّه لا يطمع ولا يخاف، وإنّما يحترم أخاه المسلم ابتغاء وجه الله فغفر الله تعالى له ببركة احترامه لأخيه المسلم، وفَّقنا الله لاحترام إخوتنا المسلمين، آمين بجاه خاتم النبيّين ﷺ.
عِرض المسلم على أخيه المسلم حرام
عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ»[1].
لذا يجب على كلِّ مسلمٍ أنْ لا يعتدي على أخيه المسلم بقتله أو جرحه أو أخذ ماله دون إذنه أو هتك عرضه أو نحو ذلك، فلا يحلّ له ذلك، وحرامٌ عليه هذا؛ لأنّ الأمّة المسلمة كالبنيان يشدّ بعضه بعضًا وكالجسد الواحد.
وقد ذكر المفتي أحمد يار خان النعيمي رحمه الله: بأنْ لا تَحْتَقِر المسلمَ بقلبك! لا تدعوه بكلامٍ فيه ازدراء! ولا تصفْه بالألقاب ولا تسخر منه، ولكن اليوم مع الأسف الشديد! كثر هذا العيب فينا بسبب المهن أو الأنساب أو الفقر والإفلاس، فأصبحنا نحتقر إخوتنا المسلمين، حين يمتصّ النحل
[1] "صحيح مسلم"، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره..إلخ، ص ١٠٦٤، (٦٥٤١).