من المؤسف! أنّ داء الاستهزاء بالآخرين قد انتشر بشكلٍ عجيبٍ بين الناس حتّى انتقاد من يتّبع السنن النبويّة الشريفة في قيامه وقعوده ومشيه وطعامه وشرابه ولباسه، بل وملامة الفقير لأجل فقره، وطعن الآخرين في أنسابهم وغير ذلك (على الرغم مِن أنّ التقوى هي المعيار في التفاضل بين الناس وليس مجرّد النسب)، والشيطان يلعب بالإنسان ويُوقعه في إلقاء اللوم على الآخرين وانتقادهم.
ذمّ اللعن
(١) روي عن سيدنا أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «إِنَّ اللَّعَّانِينَ لَا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ، وَلَا شُفَعَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ»[1].
قال الإمام النووي رحمه الله: معناه لا يشفعون يوم القيامة حين يشفع المؤمنون في إخوانهم الذين استوجبوا النار، ولا شهداء، فيه ثلاثة أقوال:
أصحّها وأشهرها: لا يكونون شهداء يوم القيامة على الأمم بتبليغ رسلهم إليهم الرسالات.
والثاني: لا يكونون شهداء في الدّنيا أيْ لا تقبل شهادتهم لفسقهم.
والثالث: لا يرزقون الشهادة، وهي: قتل في سبيل الله[2].