جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه إلى النَّبيِّ ﷺ، وهو في بيت مدحوس أَي: مَملُوءٍ بالنَّاسِ ألقى إليه رداءه.
سبحان الله! ما هذه الأخلاق في إكرام الضيف والتفطّن له في مجلس مزدحم بالنَّاس.
العزّة للمؤمنين
أيها الإخوة الأعزّاء! لقد أنعم الله سبحانه وتعالى على المؤمنين بالعزّة، سواء كان المؤمن فقيرًا أم غنيًّا، أبيضَ أو أسودَ، فكلّ مَن نَوَّرَ قلبَه بالإيمان له شرفٌ وعزّةٌ، حيث قال الله تعالى في القرآن المجيد: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [المنافقون: ٨].
وقد بيّن الله جلّ وعلا في هذه الآية الكريمة بيانًا واضحًا أنّ العزّة لله تعالى ولرسوله ﷺ وللمؤمنين بعطائه جلّ وعلا وببركة حبيبه المصطفى ﷺ.
وفي "تفسير صراط الجنان": يتّضح لنا أربع مسائل مِن هذه الآية:
(١) كلّ مؤمن صاحب عزّة، فاحتقاره واستصغاره وإذلاله حرام.
(٢) شرف المؤمن مِن أجل إيمانه وأعماله الصالحة لا مِن أجل ثروته.
(٣) كرامة المؤمن أبديّة لا تنتهي؛ ولذلك تحترم جثّته ولا يهان قبره.
(٤) مَن استذلّ مؤمنًا فهو ذليل عند الله تعالى، فإذا كان العبد فقيرًا أو مسكينًا مؤمنًا فهو صاحب عزّة[1].