فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ.
قال: «أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟».
قُلْنَا: بَلَى.
قال: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا»[1].
قال العلّامة الملّا علي القاري رحمه الله: فِيهِ تَأْكِيدٌ حَيْثُ جَمَعَ بَيْنَ حُرْمَةِ الزَّمَانِ وَاحْتِرَامِ الْمَكَانِ فِي تَشْبِيهِ حُرْمَةِ الْأَمْوَالِ وَالْأَبْدَانِ، وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ لَفًّا وَنَشْرًا مُشَوَّشًا بِأَنْ تَكُونَ حُرْمَةُ النَّفْسِ كَحُرْمَةِ الْبَلَدِ؛ لِأَنَّهُ ثَابِتٌ مُسْتَقِرٌّ فِي مَكَانِهِ، وَحُرْمَةُ الْمَالِ كَحُرْمَةِ الزَّمَانِ فَإِنَّهُ غَادٍ وَرَائِحٍ، وَفِيهِ إِيمَاءٌ إِلَى قُوَّةِ حُرْمَةٍ النَّفْسِ؛ لِأَنَّ حُرْمَةَ الْبَلَدِ مُؤَبَّدَةٌ وَحُرْمَةَ الزَّمَانِ مُؤَقَّتَةٌ[2].
ويقول المفتي أحمد يار خان النعيمي رحمه الله: كما أنّ القرب يضاعف ثوابها بمائة ألف في حدود الحرم، فكذلك تضاعف السيّئات بمئة ألف، وكما أنّ السيّئة هنا أعظم منها في غيره، فكذلك استباحة دماء المسلمين وأمواله وأعراضه ظلمًا وعدوانًا مِن أعظم المعاصي[3].