أيها الْإِخْوَة الْمُسْلِمُوْنَ! اُنْظُرُوْا إلى خَشْية سَيدِنَا ذِي النُّوْرَينِ رَضِيَ اللّٰه تعالى عَنْه مَعَ كوْنِه مِنَ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّة على لِسَانِ الْمُبَشِّرِ صَاحِبِ الْفِرْدَوْسِ وَالْكوْثَرِ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وَأمَّا نَحْنُ فَلاَ نَعْلَمُ مَاذَا تَكوْنُ عَاقِبَة أمْرِنَا وَأينَ يكوْنُ مَأوَانَا؟ وَمَعَ ذَلِك فَمَا نَزَالُ نَتَوَرَّطُ في وَحْلِ الذُّنُوْبِ، وَنَكدِسُ كيمَانَ الْمَعَاصِيْ، وَنَطْرَبُ فَرِحِينَ مَسْرُوْرِينَ، قَدْ تَكالَبَتْ عَلَينَا الذُّنُوْبُ وَنَحْنُ لَاهوْنَ غَافِلُوْنَ عَنْ نِدَاء الْقَبْرِ الْألِيمِ.
نَقَلَ سَيدُنَا أبُواللَّيثِ اَلسَّمَرْقَنْدِيُّ رَحِمَه اللّٰه تعالى أنَّ الْأرْضَ تُنَادِيْ كلَّ يوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، أوَّلُ نِدَاءٍ تَقُوْلُ: يا اِبْنَ آدَمَ! تَمْشِيْ عَلَى ظَهرِيْ وَمَصِيرُك إلى بَطْنِيْ.
وَالثَّانِيْ تَقُوْلُ: يا اِبْنَ آدَمَ! تَأكلُ الْألْوَانَ على ظَهرِيْ وَتَأكلُك الدِّيدَانُ في بَطْنِيْ.
وَالثَّالِثُ تَقُوْلُ: يا اِبْنَ آدَمَ! تَضْحَك على ظَهرِيْ، فَسَوْفَ تَبْكيْ في بَطْنِيْ.
وَالرَّابِعُ تَقُوْلُ: يا اِبْنَ آدَمَ! تَفْرَحُ على ظَهرِيْ، فَسَوْفَ تَحْزَنُ في بَطْنِيْ.
وَالْخَامِسُ تَقُوْلُ: يا اِبْنَ آدَمَ! تُذْنِبُ على ظَهرِيْ، فَسَوْفَ تُعَذَّبُ في بَطْنِيْ[1].
أحَادِيثُ الرُّوْحِ الْمُؤْلِمَة
جاء فِي الْأثَرِ: أنَّ الرُّوْحَ إِذَا خَرَجَتْ مِنَ الْجَسَدِ وَمَضَى عَلَيه سَبْعَة أيامٍ تَقُوْلُ: يا رَبِّ! اِئْذَنْ لِيْ حتى أنْظُرَ إلى جَسَدِيْ مَا حَالُه؟ فَيقَالُ لَها: اِذْهبِيْ، فَتَأتِي الرُّوْحُ إلى الْقَبْرِ فَتَنْظُرُ إِلَيه مِنْ بَعِيدٍ، فَتَرَاه مُتَغَيراً يسِيلُ مِنْ مَنْخَرِه مَاءٌ، وَمِنْ فَمِه مَاءٌ، وَمِنْ عَينَيه مَاءٌ، فَكأنَّه في وَسَطِ لُجَّة، فَتَقُوْلُ لَه: صِرْتَ إلى هذَا الْحَالِ بَعْدَ نَضَارَة جِسْمِك،