عنوان الكتاب: عظام الملوك

ثُمَّ تَمْضِيْ حتى إِذَا كانَ بَعْدَ سَبْعَة أيامٍ أخَرَ، تَقُوْلُ: يا رَبِّ! اِئْذَنْ لِيْ حتى أنْظُرَ إلى جَسَدِيْ مَا حَالُه؟ فَيقُوْلُ اللّٰه تعالى: اِذْهبِيْ فَتَأتِيْ إلى الْقَبْرِ فَتَنْظُرُ إِلَيه مِنْ بَعِيدٍ، فَتَرَاه قَدْ تَغَيرَ، وَقَدْ صَارَ الْمَاءُ الَّذِيْ في فيه صَدِيداً، وَالَّذِيْ في عَينَيه قَيحاً، وَالَّذِيْ في أنْفِه دَماً، فَتَقُوْلُ لَه: صِرْتَ إلى هذَا الْحَالِ، ثُمَّ تَمْضِيْ حَتَّى إِذَا كانَ سَبْعَة أيامٍ، قَالَتْ: يا رَبِّ! اِئْذَنْ لِيْ حَتَّى أنْظُرَ إِلَيه الْمَرَّة مَاحَالُه؟ فَيقُوْلُ لَها: اِذْهبِيْ، فَتَأتِيه فَتَنْظُرُ إِلَيه مِنْ بَعِيدٍ فَتَرَاه، وَقَدْ صَارَ الصَّدِيدُ دُوْداً، وَقَدْ سَقَطَتْ حَدَقَتَاه على وَجْهه، وَالدُّوْدُ يدْخُلُ في فِيه وَيخْرُجُ مِنْ مَنْخَرِه، فَتَقُوْلُ: صِرْتَ إلى هذَا الْحَالِ بَعْدَ النَّعِيمِ وَالدَّلاَلِ. تَاللّٰه! مَا ينْفَعُ الْمَرْءَ في قَبْرِه غَيرُ التَّقوى وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ[1].

عَلَامَة الرَّجُلِ الصَّالِحِ

عَنْ سَيدِنَا الضَّحَّاك -رَضِيَ اللّٰه تعالى عَنْه - قَالَ: أتَى النَّبِيَّ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسُوْلَ اللّٰه  صلى الله تعالى عليه وآله وسلم! مَنْ أزْهدُ النَّاسِ فِي الدُّنْيا؟ فَقَالَ: ((مَنْ لَمْ ينْسَ الْمَقَابِرَ وَالْبِلَى وَتَرَك أفْضَلَ زِينَة الدُّنْيا وَآثَرَ مَا يبْقَى على مَا يفْنَى وَلَمْ يعُدَّ غَداً مِنْ أيامِه وَعَدَّ نَفْسَه مِنَ الْمَوْتَى))[2].

كمَا تَدِينُ تُدَانُ

عَنْ سَيدِنَا عَبْدِ اللّٰه بْنِ مَسْعُوْدٍ -رَضِيَ اللّٰه تعالى عَنْه- أنَّه كانَ يقُوْلُ: إِنَّكمْ في مَمَرِّ اللَّيلِ وَالنَّهارِ، في آجَالٍ مَنْقُوْصَة وَأعْمَالٍ مَحْفُوْظَة وَالْمَوْتُ يأتِيْ بَغْتَة، فَمَنْ زَرَعَ خَيراً فَيوْشِك أنْ يحْصُدَ رَغْبَة، وَمَنْ زَرَعَ شَرّاً فَيوْشِك أنْ يحْصُدَ نَدَامَة، وَلِكلِّ زَارِعٍ مَا زَرَعَ[3].


 



[1] الروض الفائق، المجلس التاسع والإربعون، صــ٢٨٣-٢٨٤۔(ملتقطاً).

[2] مصنف ابن أبي شيبة، كتاب الزهد، باب ماذكر عن نبينا صلى الله عليه وسلم، في الزهد، ٨/١٢٧.

[3] ذم الهوى، الباب الخمسون، صــ٤٣٦.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

22