بالبحث: يسهل الوقوف على معرفة الحكم الشرعي فيها من خلال مراجعة المصادر الفقهية. والفتوى في النوازل المعاصرة والحوادث المستجدة والفروع الجديدة والتي برزت في العصر الحديث، ولم يتناولها الفقهاء المتقدّمون بالبحث: تحتاج إلى نظر وبحث وتكييف فقهي في ضوء أدوات الاجتهاد وإدراك الواقع.
وبذلك يمتاز المفتي عن غيره، وفي العصر الحاضر صارت دارُ الإفتاء مركز المعلومات الإسلامية، لأنّ الفتوى تتصل بمختلف المجالات: العقيدة والعبادة والمعاملة، والسيرة والتأريخ والتحقيق، والاقتصاد والأسرة والسياسة والحكم والقضاء وغير ذلك، وأمّا في التدريس والتصنيف والمحاضرة تكون الموضوعات محددة، وبهذا قد تبيّن أنّ الإفتاء من أهمّ المهمات.
[٤٧]: وقال سيدنا الإمام أحمد رضا خان رحمه الله تعالى: «لا يسبح في هذا البحر العظيم، إلاّ من يكون مدركاً للحديث، والتفسير، والأصول، والأدب، والهيئة، والهندسة، والتوقيت والفقه، ويمتلك مهارةً تامّةً فيها ويفرغ قلبه من الاشتغال بالدنيا ويتوجّه إلى الله بصدق نيّة وإخلاص، ويملك التوفيقَ من الله تعالى، وهذا يعدّ الشرط الأعظم فيها ويغلب صوابُه على الخطأ وكلّما أخطأ رجَع».