[٤٨]: ومن كان أفقه الناس، فهو مفتٍ كبير، وقال سيدنا الإمام أحمد رضا خان رحمه الله تعالى: ليس من الفقه: أن تفهم العبارة بعد تخريجها من الكتاب، وإلاّ كان كلُّ أعرابي فقيهاً، لأنّ لغته عربية، فكان الفقه هو الملاحظة للأصول المقرّرة، والقواعد المحرّرة، ووجوه التكلّم، وطرق التفاهم، ومواضع اليسر والاحتياط وتنقيح المناط، والانضباط، وتجنّب التفريط والإفراط، والفرق بين الروايات الظاهرة والنادرة، والتمييز بين الآيات الغامضة والظاهرة، والمنطوقة والمفهومة، والصريحة والمحتملة، وقول البعض والجمهور والمرسل والمعلّل ووزن ألفاظ المفتين، وسير مراتب الناقلين والعرف العامّ والخاصّ وعادات البلاد والأشخاص وأحوال الزمان والمكان وأحوال الرعايا والسلطان وحفظ مصالح الدين ودفع مفاسد المفسدين وعلم وجوه التجريح، وأسباب الترجيح، ومناهج التوفيق، ومدارك التطبيق، ومسالك التخصيص، ومناسك التقييد، ومشارع القيود، وشوارع المقصود، وجمع الكلام، ونقد المرام، وفهم المراد.
ومع هذا يجب تطلّع كامل، واطلاع تامّ، وجودة فكر ودقّة نظر وكثرة خدمة علم الدين، وممارسة الفنّ وتيقّظ واف، وذهن صاف، وتوفيق من الله أوّلاً وآخراً، وهو ليس إلاّ نورٌ يُلقيه الله في