[٥٢]: ولا بدّ للمفتي من معرفة أحوال الناس، وطبائعهم، وعاداتهم، وخصائص العصر، وقد نقل العلاّمة ابن عابدين الشامي رحمه الله تعالى: «من لم يدر بعرف أهل زمانه، فهو جاهل»[1].
[٥٣]: ولا بدّ للمفتي أن يكون ذكيّ الذهن، حادّ الإدراك، ولا يكون شارد الذهن، كثير النسيان، والحمد لله عزّ وجلّ، كان سيدنا ونبينا الكريم صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم أكبر الناس علماً وفهماً، وأعظمهم فطانةً.
[٥٤]: ومن تكبَّر، وحقر الناسَ، قد خسر وخاب، ويُسْأل العبد يوم القيامة عن علمه، ولذا يقول سيدنا أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه، بشدّة الخوف من الله تعالى: «أخاف أن يقال لي يوم القيامة: يا عويمر، ماذا عملت فيما علمت؟»[2]. ويقول سيدنا سفيان الثوري رحمه الله تعالى: «وددت أنّي قرأت القرآن»، ثم يقول: «وددتُ أنّي أفلت من هذا الأمر، لا لي، ولا عليّ»[3].
[1] ذكره العلامة الشامي في "رد المحتار على الدر المختار"، كتاب الإيمان، مطلب فيما لو أسقط اللام النون من جواب القسم، ٥/٥٢١.