[٥٥]: وإنّ المحقّقين والمصنّفين، والمفتيين، والمحاضرين، والبارّين يحبّ بعضُهم أن يعرف بالخير وينتشر عنه، وينشر ذكره، ويحبّ الحمد والثناء صراحةً، أو تلميحاً، ويعجب بنفسه، وقد قال سيدنا شدّاد بن أوس رضي الله تعالى عنه في ذمّ الشهرة: «أخوف ما أخاف على هذه الأمّة: الرياء والشهوة الخفية»[1].
وقال سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى: «الشهوة الخفية: الذي يحبّ أن يحمد على البرّ»[2].
[٥٦]: ويجب على المفتي أن يتورّع، ويفتي بما يعلم، ويراجع فيما لا يعلم، لأنّ الإفتاء بالخطأ عمداً، من كبائر الذنوب، وهذا يفضي إلى النار ولكن من أفتَى بعد البحث والتحقيق، ثم تبيَّن له أنّ فتواه خطأ، فإنّه لا شيء عليه ولكن عليه أن يبحث عن الذي استفتاه، حتّى يخبره بأنّ فتواه خطأ وغلط.
وقال سيدنا الإمام أحمد رضا خان رحمه الله تعالى: «ومن تورّع، وأصدر الفتوى خطأ بالسهو، فلا شيء عليه، ولكن يجب عليه أن يخبر المستفتيَ، بأنّ فتواه خطأ وغلط»[3].
[1] أخرجه ابن عبد البر القرطبي المالكي في "جامع بيان العلم وفضله"، باب ما جاء في مسألة الله عزّ وجلّ العلماء يوم القيامة عمّا عملوا فيما علموا، (٧٥٤)، صـ٢٤٨.
[3] ذكره الإمام أحمد رضا خان البريلوي في "الفتاوى الرضوية"، ٢٣/٧١٢.