عنوان الكتاب: نصائح العلم والحكمة

يفتي بمجرّد الظنّ، أو الخرص، ولا يستحيي أن يقول: «لا أدري»، وقد كان السلف الصالح رحمهم الله تعالى، يقولون في المسائل الكثيرة: «لا أدري».

ويدلّ عليه قول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: «إنّي شهدتُ مالكاً، وقد سئل عن ثمان وأربعين مسألة، فقال في اثنتين وثلاثين منها: لا أدري»[1]. وذكر سيدنا ابن وهب رحمه الله تعالى أيضاً في "كتاب المجالس"، قال: سمعتُ مالكاً يقول: «ينبغي للعالم أن يألف فيما أشكل عليه قول: لا أدري، فإنّه عسى أن يهيأ له خير». وقال سيدنا ابن وهب رحمه الله تعالى في موضع آخر: «لو كتبنا عن مالك: لا أدري، لملأنا الألواح».

وقال سيدنا ابن وهب رحمه الله تعالى: حدّثني مالك، قال: «كان رسول الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم إمام المسلمين، وسيّد العالمين، يُسْأل عن الشيء، فلا يجيب، حتّى يأتيه الوحي».

وعن سيدنا مالك رضي الله تعالى عنه، قال سيدنا ابن عباس رضي الله تعالى عنه: «إذا أخطأ العالم: لا أدري، أصيبت مقاتله».


 



 [1] ذكره الغزالي في "إحياء علوم الدين"، بيان العلم الذي هو فرض كفاية، ١/٤٧.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

69