وعن سيدنا عقبة بن مسلم رضي الله تعالى عنه، قال: «صحبت ابن عمر رضي الله تعالى عنه أربعة وثلاثين شهراً، فكان كثيراً ما يسأل، فيقول: لا أدري، ثم يلتفت إليّ، فيقول: أتدري ما يريد هؤلاء؟ يريدون أن يجعلوا ظهورنا جسراً إلى جهنّم». وقال أبو الدرداء: «قول الرجل فيما لا يعلم: لا أعلم: نصف العلم»[1].
وقال سيدنا الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: «ومن يرد غير وَجْه الله تعالى بعلمه، فلا تسمح نفسه بأن يقرّ على نفسه، بأنّه لا يدري»[2]. وقد سُئل صدرُ الشريعة، بدر الطريقة، مولانا محمد أمجد عليّ الأعظمي رحمه الله تعالى عن أكل لحم الكَرْش، فأجاب عنه: «لا أدري»[3]. فيجب على المسلم أن يتورّع وأن يقف موقفاً ما، وأن يقول فيما يجهل: أبحث، أراجع، لا أدري، وكان له أعظم الأثر في رفعة شأنه.
ويقول سيدنا الشيخ أبو طالب المكّي رحمه الله تعالى: «وكان من الفقهاء الكرام من يقول: لا أدري، أكثر من أن تقول: أدري، منهم: سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وأحمد بن حنبل،