وإلَيْكَ قِصَّةً جَمِيْلةً تَدُلُّ على حُبِّ الإيْثَارِ، فقد كانَتْ إِحْدَى الأَخَوَاتِ الْمُسْلِمَاتِ حَاضِرَةً في الاجْتِمَاعِ الدِّيْنِيِّ، وعِنْدَمَا هَمَّتْ بالْخُرُوْجِ فَقَدَت حِذَاءَهَا، فاشْتَكَتْ ذلك، فقَالَتْ لَهَا واحِدَةٌ مِنَ الْمَسْؤُوْلاتِ: خُذِي حِذَائِي، وإِذَا بِامْرَأَةٍ أُخْرَى كَانَتْ قَدْ اِرْتَبَطَتْ قَبْلَ سَبْعَةِ أَشْهُرٍ بِمَرْكَزِ الدَّعْوَةِ الإسْلاَمِيّةِ إذَا بها تُحَدِّثُ نَفْسَها فَتَقُوْلُ: مَا الّذِي يَمْنَعُنِي أَنْ أُضَحِّيَ مِثْلَمَا ضَحَّتِ الأَخَوَاتُ في مَرْكَزِ الدَّعْوَةِ الإسْلاَمِيَّةِ فَأَسْرَعَتْ إلى الْمَرْأَةِ الأُوْلَى وأَلَحَّتْ عليها أَنْ تَأْخُذَ حِذَائَها فَأَخَذَتْهُ منها وعَادَتْ هذه الْمَرْأَةُ الْمُؤْثِرَةُ إلى بَيْتِها حَافِيَةً ولَمَّا أَوَتْ إِلى فِرَاشِها رَأَتْ رَسُوْلَ اللهِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم في الْمَنَاِم يَقُوْلُ لَها: لَقَدْ أَعْجَبَنِي جِدًّا كَلاَمُكِ: مَا الّذِي يَمْنَعُنِي أَنْ أُضَحِّيَ مِثْلَمَا ضَحَّتِ الأَخَوَاتُ في مَرْكَزِ الدَّعْوَةِ الإسْلاَمِيَّةِ.
أخي الحبيب:
سبحانَ الله ما أَعْظَمَ الإيْثَارَ في الْبِيْئَةِ الْمُتَدَيِّنَةِ لِمَرْكَزِ الدَّعْوَةِ الإسْلاَمِيَّةِ: يقولُ حَبِيْبُ ذَاتِ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم في فَضِيْلَةِ الإيْثَارِ: «أَيُّمَا اِمْرِئٍ اِشْتَهَى شَهْوَةً، فرَدَّ شَهْوَتَهُ، وآثَرَ بِهَا على نَفْسِه غَفَرَ اللهُ لَهُ»[1].