الحجّ أشهر معلومات | الشيخ أيمن ياسر بكار


نشرت: يوم السبت،25-يونيو-2022

الحجّ أشهر معلومات

ها قد اطلّت علينا نفحات وبركات، بقدوم مواسم العطايا والخيرات، فما أعظمها من أيّام وأوقات، بطلعة هلال ذي القعدة الحرام، أشهُرٌ عظّم الله شأنها، فجعلها حرُمًا، (ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم) التي حرم الله فيها الظلم والقتال، قال تعالى:

﴿يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ قِتَالٖ فِيهِۖ قُلۡ قِتَالٞ فِيهِ كَبِيرٞۚ ﴾

،وقال سبحانه وتعالى:

﴿فَلَا تَظۡلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمۡۚ﴾

فعظّمها سبحانه وأمر بتعظيمها، تعظيمًا للحجّ، وإجلالاً للبيت الحرام، وإكرامًا للحجاج في كلّ زمان، فالحج عبادة عظيمة جليلة كريمة، ويتّضح هذا من خلال ما ورد في فضله وعظيم أجره، وإليكم بعض فضائل الحج:

الحج يهدم ما قبله

نعلم جميعًا أنّ الإنسان غير المسلم، مهما ارتكب من الذّنوب، وتلبس في الخطايا، ولو بلغت عنان السماء كناطحات السّحاب، أو الجبال الراسيات، فإنها تُهدم وتُفتّت، ولا يبقى منها شيء بمجرد دخوله الإسلام، فالإسلام يجب ما قبله، وكذلك الحج للمسلم، فإنه يهدم الذّنوب ويكفّر الخطايا، كما قال سيّدنا النّبيّ ﷺ لعمرو بن العاص رضي الله عنه:

أما علمتَ أنّ الإسلام يهدم ما كان قبله، وأنّ الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأنّ الحجّ يهدم ما كان قبله.

الحج يبني

لكل عبادة أجرٌ وثواب، تبني بها رصيدك، وتعلي الحساب، لتفوز بالجنّة ورضى التوّاب، يوم البعث والإياب، والحجّ أجره أكبر، وثوابه أعظم، فثوابك فيه على كل حركاتك وسكناتك، وكذلك لكلّ ما تستخدمه من أدواتك، كما بين سيّدنا النّبيّ ﷺ حين قال:

ما ترفع إبل الحاجِّ رِجْلاً، ولا تضع يدًا، إلا كتب الله تعالى له بها حسنة، أو مَحَا عنه سيئة، أو رفعه بها درجـة،

فالحاج ذنبه مغفور، وأجره عظيم مبرور، ولا ثواب له إلا الجنة، كما قال سيّدنا النّبيّ ﷺ:

والحجّ المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنّة

الحج وفادة على الله سبحانه

فالحاجُّ والمعتمر يؤمّ بيت الله الحرام في أوقات مخصوصة لأعمال ومناسك مخصوصة، فيحرم ويتخذ لباسًا خاصا، بطريقة خاصة، على خلاف المعتاد، فهو في هذه الحال ليس كباقي أحواله في الدّنيا والنّاس، بل هو في ضيافة ووفادة على ربّ الأرض والسماوات كما قال سيدنا النبي ﷺ:

وفد الله ثلاثة: الحاج، والمعتمر، والغازي

فأيّ شرف أعظم من هذا الشرف، وأيّ منزلة أكرم من هذه المنزلة، أن تقبل على الله ضيفًا!!! ترى لو قدم أحدنا على عظيم كريم من النّاس فهل يردنا صفرًا؟! فكيف بالله سبحانه العظيم الجواد الكريم، بل تغفر ذنوبه، ويعظم أجره، وتكون الجنّة ثـــوابه، ورحم الله الشاعر الذي قال:

إلى عرفات الله يا خيرَ زائرٍ*****عليك سلامُ الله في عَرَفاتِ

ويوم تُولّى وجهةَ البيتِ ناضرًا *****وَسيمَ مَجالي البِشرِ والقَسَماتِ

على كلّ أُفقٍ بالحجاز مَلائِكُ*****تَزُفُّ تحايا الله والبَرَكاتِ

وما ورد من نصوص في فضائل الحجّ تدل على أهميته، وتدل على عظيم جرم تركه للمستطيع:

ترك الحج مع القدرة عليه

خطرٌ عظيم أدرِك نفسك

الحج فريضة من الله تعالى، وركنٌ من أركان الإسلام كالصلاة والصيام، كما قال تعالى في كتابه العزيز:

﴿وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٩٧﴾

، وتركه مع القدرة عليه يعرّض المسلم لخطر عظيم كما قال سيدنا النبي ﷺ:

من ملك زادًا وراحلة تبلّغه إلى بيت الله ولم يحُجّ فلا عليه أن يموت يهوديًا أو نصرانيًا

، وكما ورد عن سيدنا عمر الفاروق رضي الله تَعالى عنه أنّه قال: "

لقد هَمَمْتُ أن أبعث رجالاً إلى الأمصار فينظروا كل من له جدة ولم يحجّ فليضربوا عليهم الجزية

حال العشاق والمحبين

ثم إن هذا الفعل لا يليق بمسلم؛ لأن علاقة الرب بعبده، والخالق بمخلوقه، قائمةٌ على المحبة والرحمة، فكيف لي أن أتردّد أو أتوقّف أو أمتنع عن الحج مع القدرة عليه وتوفر أسبابه؟!! وأمّا حال المحبين فإنهم لا يكتفون بالحجّ مرّة واحدة إسقاطًا للفريضة، فالأمر عندهم (أرحنا بها)، قال الشاعر:

أزوركم والهوى صعب مسالكه*****والشوقُ يحملُ من لا مال تُسعده

ليس المحبُ الذي يخشى مهالكهُ*****كلا ولا شدةُ الأسفار تبعده

فالشوق يحمل المحبين إلى زيارة بيت الحرام ولقاء رب العالمين، شوقًا إلى لقائه، وإلى منازل رحماته، ومواقف نفحاته، وهكذا تكون أحوال المحبين، وهكذا ينبغي أن يكون حال المسلم، فكيف بمن تتوفر له القدرة وأسباب الحج ثم يمتنع، زر يا أخي! فإنها أيام لا تفوّت، وإن فاتت لا تعوض، ورحم الله تعالى الشاعر الذي قال:

زُر من هويتَ وإنْ شطت بك الدار *****وحال من دونه حُجب وأستار

لا يمنعنك بُعد عن زيارته *****إنّ المحب لمن يهواه زوّار

وفقنا الله وإيّاكم إلى ما يحبّ ويرضى، والحمد لله رب العالمين.


#مركز_الدعوة_الاسلامية
#مركز_الدعوة_الإسلامية
#الدعوة_الإسلامية
#مجلة_نفحات_المدينة
#نفحات_المدينة

تعليقات



رمز الحماية