مدونات مختارة

قال رسول الله ﷺ:

الصلاة نور (صحيح مسلم: 115، (534).)

نعلم جميعًا أن الغرض من الضوء هو إعطاء النور ولتحقيق هذا الغرض عادةً ما يتم تثبيت المصباح على ارتفاع، ولكن عندما يتلف المصباح ويتوقّف عن إعطاء الضوء، فإننا ننزعه ونرميه في سلة المهملات؛ لأن هناك مبدأ بعدم إعطاء مكان للأشياء عديمة الفائدة، الغرض الأساسيّ الذي من أجله خُلقنا نحن هو عبادة الله، والصلاة لها أهمية كبيرة وبها يحصل التميّز في العبادة.

وقد دعى نبيّ الله سيدنا الحبيب إبراهيم عليه السلام لنفسه ولأولاده بإقامتها، وهذا ما جاء في القرآن الكريم على النحو التالي:

رَبِّ ٱجۡعَلۡنِي مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِيۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلۡ دُعَآءِ ٤٠ [ إبراهیم: 40].

للصلاة غاية كبيرة في حقّ الله تعالى حينما يُسأل عن حقوق الله تعالى لذلك أول سؤال عنها يوم القيامة، كما في الحديث الشريف:

أوّلُ ما يُحاسَب به العبدُ "الصَّلَاة" (سنن النسائي: صـ 652، (3997)).

قال الإمام عبد الرؤوف المناوي في شرح هذا الحديث: لأنها (الصلاة) عَلَم الإيمان وأمّ العبادات ( التیسیر شرح الجامع الصغیر: 1/391).

الحديث الذي ذكرتُه في بداية المقال وصف النبي ﷺ فيه الصلاة بأنها "نور"، وانظر شرحه:

(1)كما أن الضوء يحمي الإنسان من السقوط في الحفرة، كذلك تحمي الصلاةُ الإنسانَ من الوقوع في حفرة الفاحشة والعديد من الخطايا التي شابهتْها.

(2) ويظهر أجر الصلاة يوم القيامة نورًا.

(3) ويظهر نور الصلاة على وجه المصلّي في الدنيا والآخرة.

(4) الصلاة نورٌ لقلب المسلم، ووجهه، وقبره، وقيامته (شرح صحيح مسلم للنووي: 2/101 ماخوذًا) (مرآة المناجیح: 1/232، ماخوذاً، تعريبا من الأردية).

وتتّضح أهمية الصلاة من البيان السابق، إلى جانب هذا أوضحَ الرسولُ الكريم ﷺ حالَ من يحصّل نور الصلاة ومن لا يحصّله؟ فقال ﷺ:

مَن حافظ عليها [يعني الصلاةَ] كانت له نورًا وبرهانًا ونجاةً يومَ القيامةِ ومَن لم يحافظْ عليها لم يكنْ له نورٌ ولا برهانٌ ولا نجاةٌ وكان يومَ القيامةِ مع قارونَ وفرعونَ وهامانَ وأُبيِّ بنِ خلفٍ (مسند أحمد: 2/574، (6587)).

ومرة قال ﷺ:

بَشِّرِ الْمَشَّائِيْن في الظُّلَم إلى المساجد بالنور التامّ يوم القيامة (سنن الترمذي: 1/261، (223)).

الوجوه كالشمس الضاحية

ويقال: إنه إذا كان يوم القيامة أمر بجماعات المصلّين إلى الجنة زُمَرًا، قال: فتأتي أول زمرة كان وجههم الكوكب الدريّ فتستقبلهم الملائكة فيقولون: من أنتم؟ فيقولون: نحن المصلّون من أمة محمد ﷺ، فيقولون: ما كانت أعمالكم في الدنيا؟ فيقولون: كنا إذا سمعنا الأذان قمنا إلى الطهارة لا يشغلنا غيرها، فتقول الملائكة: يحقّ لكم ذلك، ثم تأتي الزمرة الثانية فوق أولئك في الحسن والجمال كأنّ وجوههم الأقمار فتقول الملائكة: من أنتم؟ فيقولون: نحن المصلّون، فيقولون: وما كانت صلاتكم؟ فيقولون: كنا نتوضّأ للصلاة قبل دخول وقتها، فتقول الملائكة: يحقّ لكم ذلك، ثم تأتي الزمرة الثالثة فوق هؤلاء في المنزلة والجمال كأنّ وجوههم الشمس الضاحية، فتقول الملائكة: أنتم أحسن وجوهاً وأعلى مقاماً فما أنتم؟ فيقولون: نحن المصلّون، فيقولون: وما كانت صلاتكم؟ فيقولون: كنا نسمع الأذان في المسجد، فتقول الملائكة: يحقّ لكم ذلك (قوت القلوب: 2/168).

21 فائدة يحصل بالصلاة:

(1) الصلاة تبرئ مِن ألم الفؤاد والمعدة والأمعاء..

(2) بالصلاة يقل الإحساس بالألم وينشغل بها عن الآلام..

(3) الصلاة رياضة فاضلة للنفس؛ لأنّها تشمل على انتصاب وركوع وسجود وتَوَرُّكٍ وغير ذلك من الأوضاع التي تتحرك معها أكثر المفاصل..

(4) وما أنفع السجود الطويل لصاحب النزلة والزكام.

(5) وما أشد إعانة السجود الطويل على فتح انسداد الأنف.

(6) وما أقوى معاونة السجود على هضم الطعام من المعدة والأمعاء، وتحريك الفضول الْمُتَخَلِّقَةِ فيها وإخراجها.

(7) وبالصلاة يصفو الذهن وتطفئ نار الغضب (حاشية السندي على سنن ابن ماجه: 4/98، بتصرف).

(8) الصلاة مَجْلَبة للرزق.

(9) حافظة للصحة.

(10) دافعة للأذى.

(11) مَطْرَدَةٌ للداء.

(12) مُقوِّيَةٌ للقلب.

(13) مُفرحة للنفس.

(14) مُذهبة للكسل.

(15) شارحة للصدر.

(16) مُغذِّية للروح.

(17) مُنَوِّرة للقلب.

(18) مُبَيِّضة للوجه.

(19) جالبة للبركة.

(20) مُقَرِّبة من الرحمن.

(21) مُبْعدة للشيطان (فيض القدير للمناوي: 4/689، بتصرف) (نفحات الصلاة لفضيلة الشيخ محمد إلياس العطار القادري: 46-47).

ملاحظة: لا يمكن تحقّق هذه الفوائد إلا حين تؤدّى الصلاة مع الطمـأنينة والطريقة الصحيحة.

نصيحة أخوية:

أنصحكم بقراءة كتاب "نفحات الصلاة" الذي ألّفه فضيلة الشيخ محمد إلياس العطار القادري دامت بركاتهم العالية، فإنه كتاب مشتهر تتمتع بقراءته لدرجة أن القلب لا ترغب في التوقّف عنها، وهذا الكتاب ضروريّ أن يكون في كل بيت، بل واجب أن يقتنيه كل فرد، فهو كنز عظيم لا يمكن الاستغناء عنه، وقد يكون التساهل في قراءة مثل هذا الكتاب سببًا لفقدان كنز عظيم من المعرفة والفوائد، فإذا كنت ترغب في الحصول على هذا الكنز، خذ هذا الكتاب في أول فرصة وَاسْتَفِد من فرائده وفوائده.

#مركز_الدعوة_الاسلامية
#مركز_الدعوة_الإسلامية
#الدعوة_الإسلامية
#مجلة_نفحات_المدينة
#نفحات_المدينة