يقول الشيخ محيي الدين عبد القادر الجيلي رحمه الله تعالى: كنت أجلس في الحرب بالليل والنهار، ولا آوي إلى "بغداد"، وكانت الشياطين تأتينـي صفوفاً، صفوفاً، وركباناً بأنواع السلاح، وأزعج الصور، يقاتلوننـي ويرموننـي بشهب النار، فأجد في قلبي تثبيتاً لا يعبر عنه، وأسمع مخاطباً من باطنـي يقول لي: قم إليهم يا عبد القادر! فقد ثبتناك، وأيدناك بنصرنا، فما هو إلاّ أن أنهض إليهم فيفرّون منّي يميناً وشمالاً، ويذهبون من حيث أتوا، وكان يأتيني الشيطان منهم وحده، ويقول لي: اذهب من هنا، وإلاّ فعلت وفعلت، بل يحذرني تحذيراً كثيراً، فألطمه بيدي فيفرّ منّي، فأقول: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم فيحترق وأنا أنظر[1].
قال عبد القادر الجيلاني رضي الله تعالى عنه: أتاني مرّةً شخص كريه المنظر منتـن الرائحة، وقال لي: أنا إبليس أتيتك أخدمك فقد أعييتني، وأعييت أتباعي، فقلت له: اذهب، فأبى فجاءته يدٌ من فوقه وضربت أمّ رأسه فغاص في الأرض ثم أتاني ثانيةً وبيده شهاب