وانتصبت على رجل واحدة واستفتحت القرآن حتّى أتيت على آخره وأنا على هذه الحالة[1].
زار الشيخ محيي الدين عبد القادر رحمه الله تعالى مقابرَ "الشونيزي" يوم الأربعاء السابع والعشرين من ذي الحجة سنة تسع وعشرين وخمس مئة، ومعه جمع كثير من الفقهاء والفقراء، فوقف عند قبر الشيخ حماد الدباس رضي الله عنه زماناً طويلاً حتّى اشتدّ الحرّ، والناس واقفون خلفه، ثم انصرف والسرور بين في وجهه، فسئل عن سبب طول قيامه، فقال: كنت خرجت من "بغداد" يوم الجمعة منتصف شعبان سنة تسع وتسعين وأربع مئة مع جماعة من أصحاب الشيخ حماد الدباس رضي الله عنه، لنصلّي الجمعة في جامع الرصافة والشيخ معنا، فلما كنّا عند قنطرة النهر دفعني فرماني في الماء، وكان في شدّة البرد في كوانين، فقلت: باسم الله نويت غسل الجمعة، وكان عليّ جبة صوف وفي كمي أجزاء، فرفعت يدي لئلاّ تبتل، وتركوني وانصرفوا، فخرجت من الماء وعصرت الجبة وتبعتهم وقد تأذيت من البرد أذًى كثيراً فطمع في أصحابه فنهرهم وقال: إنّما آذيته؛ لأمتحنه فرأيته جبلاً لا يتحرّك، وإنّي رأيته اليوم في قبره، وعليه