من نار يقاتلني به فأتاني رجل متلثم راكب فرساً أشهب، وناولني سيفاً فنكص إبليس على عقبه[1].
قال عبد القادر الجيلاني رحمه الله تعالى: ثم رأيته مرّةً ثالثةً جالساً بالبعد منّي وهو يبكي ويحثو التراب على رأسه، ويقول: قد أيست منك يا عبد القادر! فقلت: اخسأ يا لعين! فإنّي لا أزال حذراً منك، فقال: هذه أشدّ، ثم كشف لي عن أشراك كثيرة، ومصائد ومكائد حولي فقلت: ما هذا؟ قيل لي: هذه أشراك الدنيا التي نصيد بها مثلك، فتوجّهت في أمرها سنةً حتّى تقطعت كلّها، ثُمّ كشف لي عن أسباب كثيرة متصلة بي من كلّ جهة فقلت: ما هذا؟ فقيل لي: أسباب الخلق متصلة بك، فتوجّهت في أمرها سنةً أخرى، تقطعت كلّها، وانفردت عنها[2].
وهكذا لا تتيسّر النجاة من مكائد النفس والشيطان إلاّ بانقطاع حبّ الدنيا من القلب ولا تحصل إلاّ بدوام الحضور مع الله في كلّ حال، كما اجتهد الشيخ رحمه الله تعالى في خلاص نفسه من