عنوان الكتاب: الجني في صورة الحية

ثامناً: الورد لإزالة الغمّ

نقل الإمام الشعراني في "الطبقات الكبرى" عن الغوث الأعظم رضي الله تعالى عنه قال: لتردّ عليّ الأثقال الكثيرة لو وضعت على الجبال تفسخت فإذا كثرت عليّ الأثقال وضعت جنبي على الأرض وتلوت: ﴿ فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِيُسۡرًا ٥ إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا ﴾ [الشرح: ٦-٥]. ثُمّ أرفع رأسي وقد انفرجت عنّي تلك الأثقال[1].

فلننظر ولنتأمّل أحوال الشيخ رحمه الله تعالى كيف كان يعمل لوجه الله تعالى وطلب مرضاته ومرضاة رسوله صلّى الله عليه وسلّم! وكيف كان يجتهد في خلاص نفسه من حبّ الدنيا وكسر شهوات المعاصي كلّها! وكيف كان يبذل أصدق جهده واستطاعة في ترغيب الناس في الأعمال الصالحات والدعوة إلى الخير وإدخال الناس في الإسلام! وكيف كان يتحمّل المشقة في طلب الآخرة لوجه الله تعالى! وكيف كان خاشعاً متواضعاً خائفاً وجلاً من خشية الله، زاهداً في الدنيا، مسارعاً في الخيرات، ملازماً للعبادات دائماً!

وبعد أن ننظر ونتأمّل حاله لنراجع أنفسنا ولننظر في أحوالنا هل سرنا على خطاه التي سارها على نهج الحبيب محمد صلّى الله تعالى عليه وسلّم أم أنّنا خالفنا سنّة الحبيب محمد صلّى الله تعالى


 



[1] "الطبقات الكبرى" للشعراني، الجزء الأوّل، صـ١٧٨.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

24