عنوان الكتاب: حلم فرعون

أُمَّاه! هذا الْحَرَسُ بالبابِ، فلَفَّتْ موسى في خِرْقَةٍ فوَضَعَتْه في التَّنُّوْرِ وهو مَسْجُوْرٌ، وطاشَ عقلُها، فلَمْ تَعْقِلْ ما تَصْنَعُ، قال: فدَخَلُوْا فإذا التَّنُّوْرُ مَسْجُوْرٌ، ورَأَوْا أمَّ موسى لَمْ يتَغيَّرْ لها لَوْنٌ ولَمْ يَظهَرْ لها لبَنٌ، فخَرَجُوْا مِن عندها، فرَجَعَ إليها عَقْلُها، فسَمِعَتْ بُكاءَ الصَّبِيِّ مِن التَّنُّوْرِ فانْطَلَقَتْ إليه وقد جَعَلَ اللهُ سبحانه وتعالى النَّارَ عليه بردًا وسَلامًا فاحْتَمَلَتْه[1].

إخراس النجار

انْطَلَقَتْ أمُّ موسى إلى رَجُلٍ نَجَّارٍ مِن قوم فرعون فاشْتَرَتْ منه تابوتًا صَغِيرًا، فقال لها النَّجَّارُ: ما تَصْنَعِيْنَ بهذا التَّابوت؟ قالَتْ: ابْنٌ لِي أُخْبِئُه في التابوت، وكَرِهَتْ الكَذِبَ، قال: ولِمَ؟ قالَتْ: أخْشَى عليه كيْدَ فرعون، فلمّا اشْتَرَتْ التابوتَ وحَمَلَتْه وانْطَلَقَتْ به انْطَلَقَ النَّجَّارُ إلى الذَّبّاحِيْنَ ليُخْبِرَهم بأمْرِ أمِّ موسى، فلمّا هَمَّ بالكَلامِ أمْسَكَ اللهُ لِسانَه فلَمْ يَنْطِقْ الكَلامَ، وجَعَلَ يُشِيْرُ بيَدِه فلَمْ يَدْرِ الأُمَناءُ ما يَقُوْلُ،


 



[1] "تفسير البغوي"، ٣/٣٧٣.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

20