عنوان الكتاب: حلم فرعون

فضَرَبُوْه وأخْرَجُوْه، فلمّا انْتَهَى النَّجَّارُ إلى مَوْضِعِه رَدَّ اللهُ عليه لِسانَه فتَكَلَّمَ، فانْطَلَقَ أيْضًا يُرِيْدُ الأُمَناءَ فأتاهم ليُخْبِرَهم فأخَذَ اللهُ لسانَه وبَصَرَه فلَمْ يَنْطِقْ الكَلامَ ولَمْ يُبْصِرْ شيئًا، فضَرَبوه وأخْرَجُوْه، فجَعَلَ اللهَ عليه أن رَدَّ لسانَه وبَصَرَه أنْ لا يَدُلَّ عليه وأن يكونَ معه يَحْفَظُه حيث ما كان، فعَرَفَ اللهُ منه الصِّدْقَ فرَدَّ عليه لسانَه وبَصَرَه[1].

نحن لا نرى السيئات، لا نسمع، لا نتكلّم

أيها الأبناء والبنات! عَلِمْنا من الحِكايَةِ أنَّ النِّيَّةَ السَّيِّئَةَ تُثْمِرُ نتيجَةً سيّئَةً، وأيْضًا عَلِمْنا أنَّ اللهَ سبحانه وتعالى قادِرٌ أنْ يَحفَظَنا مِن الأعْداءِ، وأيْضًا علِمْنا أنَّ التوبَةَ مِن سُوْءِ النّيَّةِ تَدْفَعُ الْمَصائِبَ الّتِي تُصِيْبُ الإنْسانَ بسَبَبِها بإذْنِ اللهِ تعالى، فكونُوْا أبْناءً صالِحين، وَضَعُوْا نُصْبَ أعْيُنِكم:

نحن لا نَرَى سَيِّئاتِ الْمُسْلِمِ، لا نَسْمَعُ، لا نُكَلِّمُ، أيْ: نحن لا نَرَى عُيُوْبَ الْمُسْلِمِ، ولا نُخْبِرُ بها أحَدًا إنْ عَلِمْناها، ولا نسْمَعُ إنْ أَسْمَعَنا أحَدٌ، ولا نُكَلِّمُ إلاّ خَيْرًا في حُدُوْدِ الشَّرْعِ حَوْلَ الْمُسْلِمِ.

صلوا على الحبيب!  صلى الله تعالى على محمد


 



[1] "تفسير البغوي"، ٣/٣٧٣.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

20