عنوان الكتاب: حلم فرعون

من أمواج البحر إلى حضن الأم

عندما كانَتْ الأطْفالُ الذُّكورُ تُذْبَحُ بأمْرِ فرعون وُلِدَ سيِّدُنا موسى على نبيِّنا وعليه الصّلاة والسّلام وَوَضَعتْه أمُّه في التّابوت خوْفًا مِن فرعون، وأرْسَلَتْه في النِّيْلِ، وساقَ الماءُ الصُّنْدُوْقَ حتّى دَنا من قَصْرِ فرعون الْمُشْرِفِ على النيل، وكان فرعون وزَوْجَتُه (آسِيَةُ الّتي أَسْلَمَتْ بموسى عليه السّلام) يَجْلِسان في القَصْرِ يَنْظُران إلى النِّيْلِ أو البَحْرِ، فلمّا أقْبَلَ النِّيْلُ بتابوت تضْرِبُه الأمْواجُ أمَرَ فرعونُ أنْ يَأْتُوْا به فجاءُوْا به، فلمّا فُتِحَ عنه إذا هو صَبِيٌّ مِن أحْسَنِ الْخَلْقِ وأجْمَلِه فأوْقَعَ اللهُ مَحَبَّتَه في قَلْبِ فرعون وزَوْجَتِه آسِيَة، قالتْ سيِّدَتُنا آسِيَة لِفِرعون: قُرَّتُ عَيۡنٖ لِّي وَلَكَۖ لَا تَقۡتُلُوهُ عَسَىٰٓ أَن يَنفَعَنَآ أَوۡ نَتَّخِذَهُۥ وَلَدٗا وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ [القصص: ٢٨/٩]، فاتَّخَذاه وَلَدًا، وكان سيِّدُنا موسى عليه السّلام رَضِيْعًا فخَرَجُوْا لَعَلَّهم يَجِدُوْن امْرَأَةً تَصْلُحُ لِرَضاعَتِه، فلَمْ يَرْضَ أنْ يَرْضِعَ مِن أيَّةِ مُرْضِعَةٍ، وكان قلبُ أمِّ موسى يَنْفَطِرُ حُزْنًا على مَصِيْرِ وَلِيْدِها الرَّضيعِ فأَرْسَلَتْ ابْنَتَها إلى قَصْرِ فرعون؛


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

20