عنوان الكتاب: أهمية الوقت

أيُّها الأحبّة! لقد سمعتم كم هي غالية حياتنا بل إنّ كلَّ لحظة مِن لحظات عمرنا هي ثمينةٌ! وأنّنا نسير إلى الآجال في كلِّ لحظةٍ، وأنّ وقتنا يمرُّ مرَّ السحاب، فالكيِّس الفطن العاقل مَن لا ينخدع ولا يغترّ بهذه الدنيا الدنيّة الفانيّة، ويقدِّرُ لحظات عمره الغالية الثمينة أكثر مِن الدرر والجواهر، ويغتنمها بطاعة الله والمبادرة إلى الأعمال الصالحة والتحلِّي بالتقوى وغيرها مِن الصفات الحميدة والأخلاق الفاضلة والتخلِّي عن الصفات الذميمة والأخلاق الرديئة، ويبتعد عن تضييع أوقات حياته الثمينة في العبث واتّباع الشهوات وزخارف الدنيا وفضولها، ولا يكسل عن القيام بأوامر الشريعة، وإنْ دعتْه نفسه للكسل وضَعُفتْ همَّتُه أمّا أمر الله ونهيه يزجرِّها بشدّةٍ ويواصل مجاهدتها وتخويفها مِن عقاب الله وعذابه.

وكذلك يستمرّ في الانتهاء والاجتناب عن منهيّات الشرع، فإنّنا إنْ شغلنا أنفسنا بزخارف الدنيا الزائلة وبهارجها الفانيّة عن الآخرة الباقية، وضيّعنا لحظاتنا الغالية في إصلاح المستقبل الدنيوي دون المستقبل الأخروي، ثمّ فاجأنا ملك الموت ليقبض أرواحنا فواللَّه! لن يمهلنا ولو لحظة لنقول فيها: "سبحان الله"، وإليكم الآن حكاية ذات عظة وعبرة تتضمّن ما قلناه.

فقد ورد أنّ أبا بكر بن عبد الله المُزني رحمه الله قال: جمع رجلٌ من بني إسرائيل مالًا، فلمَّا أشرف على الموت، قال لبنيه: أروني أصناف


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

32